المنهج الفقهي عند ابن رشد في كتابه "بداية المجتهد"

الملخص

    إن الدّافع وراء  تأليف ابن رشد كتابه " بداية المجتهد" في الفقه هو إيقاف التقليد والحث على الاجتهاد عن طريق العودة إلى مسائل الاتفاق والاختلاف؛ لإعادة النظر فيها والحكم عليها وإعمال النظر في أدلتها والتحقق من صدقها؛ استئنافا لروح الفقه. إن المنهج الفقهي الذي اتبعه ابن رشد قد حرص فيه على خلق جهاز فقهي متماسك الأجزاء يرتكز على العقل مع تلمس الموضوعية واليقين؛ فاتحا بذلك مجالا جديدا من الدراسات الإسلامية الخاصة بالفقه المقارن له وللأجيال من بعده.إذ رد ابن رشد الفروع إلى الأصول، فمرجع الخلاف في المذاهب الفقهية إلى الخلاف في الأصول. فهو يميل دوما إلى الأسلوب المنطقي ويغلّب الجانب العقلي على الجانب النقلي, وهو بهذا يكسر باب الجمود والتقليد ويفتح باب الاجتهاد والنظر في الأدلة وموقف المذاهب الإسلامية الأخرى منها. لذلك فقد حاول ابن رشد تأسيس عقلية اجتهادية لا تؤمن بمجرد الاطلاع على الفكرة العامة عن فقه المذاهب, وهذهِ هي الإضافة النوعية التي ميزت منهجه الفقهي في كتابه "بداية المجتهد" عن سواه من المؤلفات التي اختصَّت بالفقه عامة, والفقه المقارن خاصة.